إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
55493 مشاهدة print word pdf
line-top
تسمية النصارى بالمسيحيين

[س 11]: هل يجوز تسمية النصارى بالمسيحيين ؟
الجواب: الاسم الذي ورد في الكتاب والسنة هو النصارى كما قال تعالى: وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى - وقال تعالى: وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وقال تعالى: وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا وقال تعالى: وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وغير ذلك من الأدلة، فعلى هذا يعرفون بالاسم الذي ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
فأما تسميتهم بالمسيحيين فيفهم منه أنهم أتباع المسيح أو على دينه، وليسوا كذلك حيث غلوا فيه فكفرهم الله بذلك، كما في قوله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ فقد حكى الله تعالى عن المسيح -عليه السلام- دعوته إلى عبادة الله والاعتراف بأنه ربه وربكم، وتحذيره من الشرك، فالنصارى ليسوا على ملة المسيح ولا هم أتباعه، فهو بريء منهم، فكيف ينسبون إليه، وهم قد خالفوا دعوته وسنته؟
ولعل اشتهارهم بهذا الاسم صدر من بعض المتأخرين لما رأوا انتماءهم إليه وكثرة ذكره في كتبهم. ثم إن عيسى -عليه السلام- يعرف في كتبهم باليسوع ويسمون الآن أنفسهم باليسوعيين، وهذا الاسم للمسيح مخالف للاسم الذي ورد في الكتاب والسنة، فينهى عن استعماله أيضا، ولو اشتهر فيما بينهم .

line-bottom